كان الصحابه والسلف الصالح لا ينوي القيام بعمل الا انتوي له بسبعين نيه
وجزا الله شيماء علي الموضوع الجميل كل خير
وبناءا علي اهميه النيه انا نقلتلكم الشرح الجميل ده لحديث انما الاعمال .............مع الشرح
عن
عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله
ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة
ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه" {البخاري ومسلم}.
fلماذا خصصت المرأة بالذكر في الحديث؟في
فتح الباري حكى ابن بطال عن ابن سراج أن السبب في تخصيص المرأة بالذكر أن
العرب كانوا لا يزوجون المولى العربية ويراعون الكفاءة في النسب فلما جاء
الإسلام سوى بين المسلمين في مناكحتهم فهاجر كثير من الناس إلى المدينة
ليتزوج بها من كان لا يصل إليها قبل ذلك.تصحيح قصة أم قيس:ذكر
ابن رجب الحنبلي في كتابه جامع العلوم والحكم أن ابن مسعود قال: كان فينا
رجل خطب امرأة يقال لها أم قيس فقال ابن مسعود: من هاجر بشيْ فهو له وقد
اشتهر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحديث بمناسبة مهاجر أم قيس
واسمها قيلة ولكن كانت حكاية أم قيس بعد النبي صلى الله عليه وسلم على عهد
الصحابة ، وذكر ذلك كثير من المتأخرين في كتبهم ولم ير ابن رحب الحنبلي
أصلاً يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الحديث بمناسبة مهاجر أم
قيس. روى عن الشافعي: أنه قال هذا الحديث ثلث العلم .وعن الإمام احمد: أنه قال أصول الإسلام على ثلاثة أحاديث، حديث عمر "إنما الأعمال بالنيات" وحديث عائشة "من أحدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد" وحديث النعمان بن بشير "الحلال بين والحرام بين".سأل أحمد عن النية فقال: "يعالج نفسه إذا أراد عملاً لا يريد به الناس"معنى النية:-في اللغة هي نوع من القصد والإرادة ، والنية هي قصد القلب (ولا يجب التلفظ بما في القلب في شيء من العبادات).وفي كلام العلماء تقع بمعنى تمييز المقصود بالعمل وهو لله وحده لا شريك له أم لله وغيره؟!في القرآن والسنة معنى النية:تأتي مرة بمعنى الإرادة.تأتي مرة بمعنى الهم. قال تعالى: "منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة" وقال: "من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد"وقال: "ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه".قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من غزا في سبيل الله ولم ينوي إلا عقالاً فله ما نوى"، وقال صلى الله عليه وسلم: "إن أكثر شهداء أمتي أصحاب الفرش ورب قتيل بين صفين الله أعلم بنيته".وخرج الإمام أحمد من حديث زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كان همه
الدنيا فرق الله شمله وجعل فقره بين عينيه ولم يأتيه من الدنيا إلا ما كتب
له ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا
وهي راغمة" {لفظ ابن ماجة واحمد}.حكم ومواعظ:-قال يحيى بن أبي كثير:- تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل.وعن زيد الشامي قال:- إني لأحب أن تكون لي نية في كل شيْ حتى في الطعام والشراب.وعن سفيان الثوري قال:-ما عالجت شيئاً أشد علي من نيتي لأنها تنقلب علي.قال يوسف بن أسباط:- تخليص النية من فسادها أشد على العاملين من طول الاجتهاد.قيل لنافع بن حبيب:- ألا تشهد الجنازة، قال كما أنت حتى أنوي قال ففكر هنيهة ثم قال امضي.قال مطرف بن عبد الله:- صلاح القلب من صلاح العمل وصلاح العمل بصلاح النية.عن بعض السلف قال:- من سره أن يكمل له عمله فليحسن نيته فإن الله عز وجل يؤجر العبد إذا حسن نيته حتى باللقمة.وقال ابن المبارك:- رب عمل صغير تعظمة النية ورب عمل كبير تصغره النية.وعن
ابن عجلان قال:- لا يصلح العمل إلا بثلاث التقوى لله والنية الحسنة
والإصابة(من صواب العمل وهو ما كان على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم).شرح الحديث{إنما الأعمال بالنيات}تقدير الحديث إن الأعمال إنما تحسب إذا كانت بنية ولا تحسب إذا كانت بغير نية فلا عمل إلا بنية.{وإنما لكل امريء ما نوى}أي
جزاؤه إن خيراً فخير وإن شراً فشر فنية المؤمن خير من عمله فينبغي لمن
أراد فعل شيء من الطاعات أن يستحضر النية فينوي به وجه الله تعالى فالنية
رأس العمل وهي الأساس وعلى الأساس قواعد البنيان، فمن فتح على نفسه باب
حسنة فتح الله عليه سبعين باباً إلى التوفيق ومن فتح على نفسه باب سيئة
فتح الله عليه سبعين باباً إلى الخذلان فباب الحسنة من حسن النية وباب
السيئة من سوء النية فإن نوى العبد خيراً أثيب وإن لم يفعله.وحكى أبو العالية: إنه
يؤتى بالعبد يوم القيامة فيدفع له كتاب فيأخذه بيمينه فيجد فيه حجاً
وجهاداً وصدقة ما فعلها فيقول يا رب ليس هذا كتابي فإني ما فعلت شيئاً من
ذلك فيقول الله هذا كتابك لأنك عشت عمراً طويلاً وأنت تقول: لو كان لي مال
حججت منه لو كان لي مال تصدقت منه فعرفت ذلك من صدق نيتك و أعطيتك ثواب
ذلك كله.[size=18]قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"نية المؤمن خير من عمله" ومناسبة هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم وعد بثواب على حفر بئر فنوى عثمان أن يحفرها فسبق إليه الكافر فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم نية المؤمن وهو عثمان خير من عمله وهو
الكافر.وقال بعضهم: إن نية المؤمن تبلغ إلى حيث لا يبلغ العمل لأن نيته أن يعبد الله تعالى ولو عاش ألف سنة وعمله لا يبلغ ذلك.حكاية:كان
هناك أخوين أحدهما عابد والآخر مسرف وكان العابد يتمنى أن يرى إبليس فظهر
له إبليس يوماً فقال له: وأسفاه عليك ضيعت من عمرك أربعين سنة في حصر نفسك
وإتعاب بدنك وقد بقى من عمرك مثل ما مضى فأطلق نفسك في شهواتها، فقال
العابد في نفسه: لعلي أنزل إلى أخي في أسفل الدار وأوافقه على الأكل
والشرب واللذات عشرين سنة ثم أتوب وأعبد الله في العشرين الأخرى فنزل على
نيته.أما
أخوه فقد استيقظ من سكره فوجد نفسه في حالة رديئة قد بال على ثيابه وهو
مطروح على التراب وفي الظلام فقال في نفسه: قد أفنيت عمري في المعاصي وأخي
يتلذذ بطاعة الله ومناجاته فيدخل الجنة بطاعة ربه وأنا بالمعاصي أدخل
النار ثم عقد التوبة ونوى الخير وطلع يوافق أخاه على الطاعة، ونزل أخوه
فنزلت رجله فسقط على أخيه فوقعا ميتين فحشر العابد على نية المعصية وحشر
العاصي على نية التوبة.(فينبغي للعابد أن يحسن نيته).{فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله}أي من كانت هجرته إلى الله ورسوله نية وقصداً فهجرته إلى الله ورسوله حكماً وشرعاً.{ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه}من كانت هجرته إلى دنيا وسميت بذلك لدناءتها وسبقها الآخرة وذكر الحديث أن الأول تاجر والثاني خاطب.الفقرة الأولى أعيد فيها جواب الشرط (فهجرته
إلى الله ورسوله)لأن مبتغى كل عابد الله ورسوله والدار الآخرة ولأن الهجرة
واحدة لله ورسوله ولا تعدد فيها مثل أمر الدنيا لأن الهجرة للدنيا لا
تنحصر فهي متعددة.لقد كان السلف يقولون: تعلموا النية كما تتعلموا العلم.وقال أحدهم: طوبى لمن صحت له خطوة واحدة مخلصاً فيها لوجه الله عز وجل.ويقول أحد التابعين: في إخلاص ساعة واحدة نجاة العمر كله.لقد
كان الصحابة تجار نيات... ماذا نعني بتجار نيات؟ أي أنهم كانوا يعملون
عملاً واحداً وينوون به خمسة أو ستة أشياء ولابد من النية في ثلاثة أمور:1: - النية في الطاعات:* مثل الذهاب لدرس العلم أريد به العلم والصلاة في المسجد والاعتكاف مدة الدرس.*
وارتداء الحجاب هو طاعة لله وامتثال لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتشبهاً بالمؤمنات وحياء من الله عز وجل وحرص على مرضاة الله، وهكذا كل
أمور ديني أعدد فيها النوايا حتى أحصل أكبر قدر من الحسنات.2- النية في العاديات مثل الدراسة:*ينبغي أن يكون لي نية في دراستي ويجب أن أتفوق حتى لا افضح المؤمنين، وحتى أكون في مكان متميز في المجتمع أدعو فيه إلى الله عز وجل.*ينبغي أن يكون لي نية في اللباس، لا لأن أتبختر به ولكن لأكون قدوة في حسن الاختيار وتناسق الألوان مع توافر الشروط الشرعية.3- النية في الأشياء التي لا تقدر عليها:عن
سهل بن حنيف رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سأل
الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه" {مسلم وأبو داود والترمذي}.عن أبى الدرداء رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عيناه حتى أصبح كتب له من الأجر ما نوى وكان نومه صدقة عليه من ربه عز وجل" {النسائي وابن ماجة}.عن أبي كبشة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدنيا
لأربعة نفر، عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه
ويعلم لله فيه حقاً فهذا أفضل المنازل، وعبد رزقه الله علماً ولم يرزقه
مالاً فهو صادق النية يقول: لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان فهو بنيته
فهما في الأجر سواء" {النسائي وابن ماجة وأحمد}.دعاء مطرف بن عبد الله اللهم
إني استغفرك مما تبت إليك منه ثم عدت فيه واستغفرك مما جعلته لك على نفسي
ثم لم أوف به لك واستغفرك مما زعمت أني أردت به وجهك فخالط قلبي منه ما قد
عملت.المراجع: جامع العلوم والحكم- شرح الأربعين النووية- إصلاح القلوب[/size]